الفوندو : المسلسل الذي ملأ الدنيا وشغل الناس..بروباغندا إعلامية..فراغ في المحتوى و غياب القصّة ‏. ‏

بعيدا عن التهليل الفايسبوكي و الأنستغرامي و نسب المشاهدة على اليوتوب و التي أعتبرها ليست معيارا لنجاح العمل فالأفلام الإباحية تحظى بنسب مشاهدة مرتفعة جدااا على سبيل المثال ...

يبقى هذا العمل و إن سميّ عملا ، فارغ المحتوى شكلا و مضمونا ، شخصيا أعتبره مواصلة للريتم و لمحاور أولاد مفيدة ، الفوندو يسوّق للعنف و بدون أي غاية او هدف او حبكة درامية في مشاهد العنف ، العنف من اجل نسب المشاهدة ، العنف من اجل المراهقين الذين تجذبهم مثل هاته المشاهد ...


و من سيقول لي بأن هذا الواقع ، أجيبه بأن هذا ما يسمى بإعادة الإنتاج الثقافي (نظرية بورديو) و التي تؤكد و تقول على أن الأخطر من الواقع هو إعادة إنتاجه ، نزيد نفسر بالفلاقي

 ( مثال : في الشارع تشوف براكاج قدام عينيك باش تقول اوووه ملا همج و ملا كلوشار و ملا فصايل خاطر القائم بالفعل شكلا مش باش يعجبك و باش يكون مش مزيان ، لكن كي تعمل لقطة في الدراما متاع براكاج و يكون البطل متاع البوقوس و المزيان و الي عندو قاعدة جماهرية هو القائم بالعنف باش تقولو واو محلاه و هوني تتقبل العنف و تتأثر بيه و هذا ما يسمى بالعنف المُباح ...) 


إضافة إلى الترويج لمفاهيم الذكورة المُجتمعية المزورة و المغلوطة و المشوّهة في جميع ابعادها ، تلك الرجولة الورقية التي تبيح ممارسة العنف على المرأة  ، تلك الرجولة الزائفة بغطاء الفراريزم و التي تصدّر للقيم المتعارف عليها من قبيل (أنا صاحب صاحبي ، أنا نصدم قدامك ، أنا و أنا و أنا ...) ...
الفوندو و إسقاط الأحداث بدون اي ترابط و نسق للقصّة ... سقط الفوندو في فوندو الفراغ فلم يستطع "أبطاله" تجاوز هذا الفراغ ، فهم انفسهم يعيشون الفراغ منذ سنوات ، فراغ الموهبة و القدرة على الحضور الدراميّ ، فراغ التميز و تقمص الدور و لعلّ أبسط مثال "نضال السعدي" الذي لم يخرج إلى الآن من جلباب اولاد مفيدة . 

أن تمتلك الملايين من المتابعين على الأنستغرام لا يعني بالضرورة أن تصبح قامة من قامات التمثيل حتى و إن وجدت الدعم اللامتناهي من قناتك التلفزية ، كما بان بالكاشف هذه السنة أن البقاء لأهل الإختصاص و لأبناء خشبة المسرح و لمن يمتلكون موهبة ربانية و صنعة مسرحية عميقة ...

بقلم "معاذ بن نصير باحث في علم الاجتماع..."

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال