حتى الأرصاد الجوية لم تتوقعها : السبب العلمي وراء العاصفة الرملية العنيفة التي ضربت ولاية توزر أمس

شهدت ولاية توزر، مساء الخميس 10 جويلية 2025، عاصفة رملية قوية اجتاحت مناطق نفطة، دقاش، حزوة، شمسة ومدينة توزر، مما أثار حالة من الخوف والذعر في صفوف أهالي الجهة.

أضرار العاصفة

أدت العاصفة إلى انعدام الرؤية لمستعملي الطرقات، وسقوط العديد من الأشجار والنخيل، إضافة إلى أضرار مادية لحقت بعدة منازل ومنشآت بالمنطقة. كما تسبب سوء الأحوال الجوية في انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة.

أمطار ورياح قياسية

مباشرة عقب العاصفة، شهدت الجهة نزول أمطار غزيرة ساهمت في تحسين الأجواء نسبيًا. وأفاد المرصد التونسي للطقس والمناخ في بلاغ صدر صباح اليوم بأن العاصفة كانت مباغتة ولم تتوقعها مراكز الرصد الجوي. 

وأضاف أن سرعة الرياح بلغت 139 كم/س في ولاية توزر و107 كم/س في ولاية قبلي، مما تسبب في صعوبة الرؤية على مستوى طريق شط الجريد بين الولايتين.

وتواصل الجهات المعنية مراقبة الوضع عن كثب، فيما تبقى فرق الحماية المدنية على أهبة الاستعداد للتدخل عند الحاجة.


السبب العلمي وراء العاصفة الرملية الجدارية ب توزر  اليوم الخميس 10-07-2025 .

في بداية تشكل عاصفة رعدية ما ، هناك تيار صاعد قوي (updraft) يرفع الهواء الرطب للأعلى ...يتكثف بخار الماء مشكّلا غيوما ركامية، فتبدأ قطرات المطر و حبات البرد في التكون ...

أثناء نضوج العاصفة العاصفة الرعدية ، لا يزال التيار الصاعد يغذي العاصفة بالهواء غير المستقر والرطب فتبدأ حبات المطر و البرد بالنزول تدريجيا إلى الأرض ...
أحيانا يكون التيار الصاعد قويا جدا بحيث يُبقي كتلة كبيرة من المطر والبرد معلّقة في المستويات العليا من السحابة ...
في الوقت نفسه، يمكن أن يتدفق هواء جاف من خلف العاصفة نحو الطبقات الوسطى والسفلى، ما يساهم في تكوّن تبريد إضافي يسمى التبريد التبخيري (Evaporative Cooling) .

تنهار تلك الكتلة الثقيلة من المطر والبرد فجأة للأسفل ، و أثناء سقوطها، تسحب الهواء معها، وتزداد سرعتها أكثر ، و إذا كان الهواء أسفل السحابة جافا ،فإن بعض قطرات المطر ستتبخر أثناء السقوط، مما يُبرد الهواء أكثر، ويجعله أثقل وأسرع في الهبوط .

وجود تيارات هواء جاف أخرى في الأعلى يزيد من التبريد أيضا ، ويجعل التيار الهابط أشد عنفا .

وعند ملامستة الأرض ينتشر الهواء الهابط في جميع الاتجاهات بسرعة هائلة ... هذه هي اللحظة التي نسميها الرياح الهابطة العنيفة (downburst) .

يمكن تسجيل سرعات لرياح هابطة تفوق (160 كم/س) و هي مكافئة لرياح إعصار قمعي متوسط القوة !

فكما أن هناك طاقة حمل ترفع الهواء الرطب من السطح إلى طبقات أعلى أثناء العواصف الرعدية،  فإن هناك طاقة متاحة لهبوط هذه الكتلة الهوائية و تسمى (Downdraft CAPE) ، ينتج عن هذه الطاقة رياحا هابطة قوية تسمى (Downburst) و بالتالي تتشكل عواصف رملية جدارية شديدة في المناطق الجافة .
أحدث أقدم

نموذج الاتصال