شاهد بالفيديو / بعد 33 سنة… هل يتكرر سيناريو 1992 في تونس؟ خبير في الطقس يحذّر ويكشف التفاصيل

شهدت مختلف مناطق تونس خلال الساعات الأخيرة تقلّبات جوية حادة تمثّلت في أمطار غزيرة وصواعق عنيفة أثارت قلق المتابعين والمواطنين، في وقت نبّه فيه الخبير في المناخ والموارد المائية، حسين الرحّالي، من خطورة هذه الظواهر غير المعتادة.

وقال الرحّالي في تصريح إعلامي إن تونس سجّلت هطولات مطرية غير مسبوقة منذ حوالي 33 سنة، مشيرًا إلى أن ما حدث يشبه سيناريو سنة 1992 التي شهدت فيها البلاد فيضانات تاريخية تركت خسائر مادية جسيمة. وأضاف أنّ العالم اليوم يعيش مرحلة مناخية جديدة عنوانها "التقلبات المفاجئة والظواهر القصوى".

وكشف الخبير أن درجات الحرارة تراجعت بشكل لافت، إذ انخفضت مساء السبت 26 أكتوبر 2025 من مستوى 37 درجة إلى حوالي 19 درجة فقط خلال أقل من 48 ساعة، وهو فارق كبير يعتبره المتخصصون دليلاً واضحًا على دخول تونس في مرحلة اضطرابات مناخية متكرّرة.


 كما شهدت مناطق الساحل وكامل الشمال الشرقي أمطارًا غزيرة وصلت محليًا إلى 25 ملم، فيما سجّلت جهات أخرى كميات قاربت 28 ملم، إضافة إلى هبوب رياح قوية ساهمت في تشكل سحب رعدية كثيفة.

وأوضح الرحّالي أن هذه الأمطار كانت متوقّعة وفق النماذج الرسمية خلال الفترة الممتدة بين 20 و28 أكتوبر 2025، مؤكدًا أن التوقعات المناخية أصبحت تشير بوضوح إلى تغيّرات كبرى يشهدها حوض البحر المتوسط، من بينها ارتفاع نسب الرطوبة وانخفاض الضغط الجوي، وهو ما يهيّئ الظروف لعواصف أقوى خلال السنوات القادمة.

وأكد الخبير أن تونس تعيش اليوم تغيرًا مناخيًا حقيقيًا يتمثل في زيادة معدلات الأمطار بنسبة تراوحت بين 15% و20% مقارنة بالسنوات الأخيرة، إضافة إلى توسّع رقعة العواصف الرعدية وازدياد حدتها، مما يفرض – وفق قوله – ضرورة اتخاذ خطط استباقية لمواجهة ندرة المياه والجفاف واحتمالات الفيضانات في المستقبل.

واختتم الرحّالي تصريحه مشددًا على أهمية التفاعل الجدي مع التحولات المناخية الجارية، سواء على مستوى التخطيط أو إدارة الموارد، معتبرًا أنّ تونس تدخل مرحلة مناخية جديدة تحتاج إلى استعدادات أكبر وفهم أعمق لطبيعة التغيرات المنتظرة.

شاهد الفيديو : 
أحدث أقدم

نموذج الاتصال