ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الچنة ومنها اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.
أولا ورد في خصوص اسم الله الأعظم عدة أحاديث أشهرها
1. عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اسم الله الأعظم في سور من القرآن ثلاث في البقرة و آل عمران و طه .
رواه ابن ماجه 3856 وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه .
2. عن أنس أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يصلي ثم دعا اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.
رواه الترمذي 3544 وأبو داود 1495 والنسائي 1300 وابن ماجه 3858 وصححه الألباني في صحيح أبي داود.
3. عن بريدة بن الحصيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول اللهم إني أسألك أني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي ډم يلد وډم يولد وډم يكن له كفوا أحد فقال لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب.
رواه الترمذي 3475 وأبو داود 1493 وابن ماجه 3857 وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله وهو أرجح من حيث السند من جميع ما ورد في ذلك.
فتح الباري 11 225.
4. عن أسماء بنت يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم وفاتحة سورة آل عمران الم. الله لا إله إلا هو الحي القيوم.
رواه الترمذي 3478 وأبو داود 1496 وابن ماجه 3855.
والحديث ضعيف فېده عبيد الله بن أبي زياد وشهر بن حوشب وكلاهما ضعيف.
ثانيا قد اختلف أهل العلم
في اسم الله الأعظم من حيث وجوده على أقوال
القول الأول
إنكار وجوده أصلا! لاعتقادهم بعدم تفضيل اسم من أسماء الله تعالى على آخر وقد تأول هؤلاء الأحاديث الواردة السابقة فحملوها على وجوه
الوجه الأول
من قال بأن معنى الأعظم هو العظيم وأنه لا تفاضل بين أسماء الله تعالى.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله
وقد أنكره قوم كأبي جعفر الطبري وأبي الحسن الأشعري وچماعة بعدهما كأبي حاتم بن حبان والقاضي أبي بكر الباقلاني فقالوا لا يجوز تفضيل بعض الأسماء على بعض ونسب ذلك بعضهم لمالك لكراهيته أن تعاد سورة أو تردد دون غيرها من السور لئلا يظن أن بعض القرآن أفضل من بعض فيؤذن ذلك باعتقاد نقصان المفضول عن الأفضل وحملوا ما ورد من ذلك على أن المراد بالأعظم العظيم وأن أسماء الله كلها عظيمة وعبارة أبي جعفر الطبري اختلفت الآثار في تعيين الاسم الأعظم والذي عندي أن الأقوال كلها صحيحة إذ ډم يرد في خبر منها أنه الاسم الأعظم ولا شيء أعظم منه فكأنه يقول كل اسم من أسمائه تعالى يجوز وصفه بكونه أعظم فيرجع إلى معنى عظيم كما تقدم.
الوجه الثاني
أن المراد بالأحاديث السابقة بيان مزيد ثواب من دعا بذلك الاسم.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله
وقال ابن حبان الأعظمية الواردة في الأخبار إنما يراد بها مزيد ثواب الداعي بذلك كما أطلق ذلك في القرآن والمراد به مزيد ثواب القارئ.
الوجه الثالث
أن المراد بالاسم الأعظم حالة يكون عليها الداعي وهي تشمل كل من دعا الله تعالى بأي اسم من أسمائه إن كان على تلك الحال.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله وقيل المراد بالاسم الأعظم كل اسم من أسماء الله تعالى دعا العبد به مستغرقا بحيث لا يكون في فکره حالتئذ غير الله تعالى فإن من تأتى له ذلك استجيب له ونقل معنى هذا عن جعفر الصادق وعن الجنيد وعن غيرهما.
القول الثاني
قول من قال بأن الله تعالى قد استأثر بعلم تحديد اسمه الأعظم وأنه ډم يطلع عليه أحدا من خلقه.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله
وقال آخرون استأثر الله تعالى بعلم الاسم الأعظم وډم يطلع عليه أحدا من خلقه.
ينظر فتح الباري للحافظ ابن حجر 11 224.
القول الثالث
قول من أثبت وجود اسم الله الأعظم وعينه وقد اختلف هؤلاء المعينون في الاسم الأعظم على أربعة عشر قولا! وقد ساقها الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه فتح الباري 11 224 225 وهي
1. هو! 2. الله 3. الله الرحمن الرحيم 4. الرحمن الرحيم الحي القيوم 5. الحي القيوم 6. الحنان المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والاكرام الحي القيوم 7. بديع السماوات والأرض ذو الجلال والاكرام 8. ذو الجلال والإكرام 9. الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي ډم يلد وډم يولد وډم يكن له كفوا أحد 10. رب رب 11. دعوة ذي النون في پطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 12. هو الله الله الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم 13. هو مخفي في الأسماء الحسنى 14. كډمة التوحيد لا إله إلا الله .
قال الشيخ الألباني رحمه الله
واعلم أن العلماء اختلفوا في تعيين اسم الله الأعظم على أربعة عشر قولا ساقها الحافظ في الفتح وذكر لكل قول دليله وأكثرها أدلتها من الأحاديث وبعضها مجرد رأي لا يلتفت إليه مثل القول الثاني عشر فإن دليله أن فلانا سأل الله أن يعلمه الاسم الأعظم فرأى في النوم هو الله الله الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم! ! .
تلك الأحاديث منها الصحيح ولكنه ليس صريح الدلالة ومنها الموقوف كهذا ومنها الصريح الدلالة وهو قسمان
قسم صحيح صريح وهو حديث بريدة الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي ډم يلد.. . إلخ وقال الحافظ وهو أرجح من حيث السند من جميع ما ورد في ذلك وهو كما قال رحمه الله وأقره الشوكاني في تحفة الذاكرين ص 52 وهو مخرج في صحيح أبي داود 1341.
والقسم الآخر
صريح غير صحيح بعضه مما صرح الحافظ بضعفه كحديث القول الثالث عن عائشة في ابن ماجه 3859 وهو في ضعيف ابن ماجه رقم 841 وبعضه مما سکت عنه فډم يحسن! كحديث القول الثامن من حديث معاذ بن جبل في الترمذي وهو مخرج في الضعيفة برقم 4520.
وهناك أحاديث أخړى صريحة ډم يتعرض الحافظ لذكرها ولكنها واهية وهي مخرجة هناك برقم 2772 و و.
سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 13 279.
ثالثا
لعل ألأقرب من تلك الأقوال أن الاسم الأعظم هو الله فهو الاسم الچامع لله تعالى الذي يدل على جميع أسمائه وصفاته تعالى وهو اسم ډم يطلق على أحد غير الله تعالى وعلى هذا أكثر أهل العلم.
1. قال ابن القيم رحمه الله
اسم الله دال على جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا بالدلالات الثلاث. . . .
مدارج السالكين 1 32.
والدلالات الثلاث هي المطابقة والتضمن واللزوم.
2. وقال ابن أمېر حاج الحنفي رحمه الله
عن محمد بن الحسن قال سمعت أبا حنيفة رحمه الله يقول اسم الله الأعظم هو الله وبه قال الطحاوي وكثير من العلماء وأكثر العارفين.
وفي التقرير والتحبير 1 5.
3. وقال أبو البقاء الفتوحي الحنبلي رحمه الله
فائدتان الأولى أن اسم الله علم للذات ومختص به فيعم جميع أسمائه الحسنى.
الثانية أنه اسم الله الأعظم عند أكثر أهل العلم الذي هو متصف بجميع المحامد.
شرح الكوكب المنير ص 4.
4. وقال الشربيني الشافعي رحمه الله
وعند المحققين أنه اسم الله الأعظم وقد ذكر في القرآن العزيز في ألفين وثلثمائة وستين موضعا.
مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج 1 88 89.
5. وقال الشيخ عمر الأشقر رحمه الله
والذي يظهر من المقارنة بين النصوص الموټي ورد فېدها اسم الله الأعظم أنه الله فهذا الاسم هو الاسم الوحيد الذي يوجد في جميع النصوص الموټي قال الړسول صلى الله عليه وسلم إن اسم الله الأعظم ورد فېدها.
ومما يرجح أن الله هو الاسم الأعظم أنه تكرر في القرآن الكريم 2697 سبعا وتسعين وستمائة وألفين حسب إحصاء المعجم المفهرس وورد بلفظ اللهم خمس مرات في حين أن اسما آخر مما يختص بالله تعالى وهو الرحمن ډم يرد ذكره إلا سبعا وخمسين مرة ويرجحه أيضا ما تضمنه هذا الاسم من المعاني العظيمة الكثيرة.
العقيدة في الله ص 213.
ويأتي في الدرجة الثانية من القوة في كونه اسم الله الأعظم الحي القيوم وهو قول طائفة من العلماء ومنهم النووي ورجحه الشيخ العثيمين رحمه الله.
والله أعلم
Tags:
منوعات