مع انطلاق موسم جني الزيتون في تونس، يعود الجدل كلّ عام حول ظاهرة غشّ زيت الزيتون، هذا المنتج الذي يُعدّ جزءًا من الهوية الغذائية والثقافية للتونسيين، وركيزة أساسية في اقتصاد عديد الجهات الفلاحية. وفي ظل ارتفاع الأسعار وتزايد الطلب، يجد بعض المتحيلين فرصة لخلط الزيت البلدي بزيوت أرخص أو مواد مضافة يصعب كشفها، وهو ما أثار قلق المستهلكين والمزارعين على حدّ سواء.
ورغم الحملات التحسيسية التي تقوم بها الهياكل الرسمية، فإن ظاهرة الغشّ ما تزال متواصلة، في غياب وعي كامل بطرق التمييز بين الزيت الأصلي والمغشوش، خاصة أن الكثير من أساليب الغشّ لا تُكشف إلا عبر التحاليل المخبرية الدقيقة.
أساليب الغشّ في تونس.. تجارة مربحة على حساب صحة المواطن
بحسب عدد من المنتجين والخبراء، يلجأ بعض التجار الموسميين إلى خلط زيت الزيتون بزيوت نباتية رخيصة مثل: زيت الصوجا، زيت الذرة، زيت القطن، أو زيت عباد الشمس. وتتراوح نسب الخلط بين 10% و30%، فيما يضيف آخرون روائح وألوانًا وأوراق زيتون مطحونة لخداع المستهلك.
كما يتمّ، أحيانًا، خلط زيت زيتون جديد بزيت قديم منخفض الجودة لإخفاء العيوب، أو تمرير كميات مجهولة المصدر يُدخلها بعض المتحيلين بطرق ملتوية.
هذه الممارسات، إضافة إلى أنها تغشّ المستهلك وتسلب المزارع حقه، فإن بعضها قد يشكل خطرًا على الصحة بسبب المواد المضافة غير المراقبة.
كيف يميّز التونسي بين الزيت الأصلي والمغشوش؟
ورغم أن التحليل المخبري يبقى الوسيلة الأدق، إلا أن هناك علامات حسّية بسيطة يمكن أن تساعد المستهلك التونسي على التمييز:
1. اللون
الأصلي: أخضر ذهبي أو أصفر مائل للأخضر، يختلف حسب نوع الزيتون ومنطقة الإنتاج.
المغشوش: أصفر باهت جدًا أو داكن بشكل غير طبيعي نتيجة إضافة أصباغ أو خلط زيوت.
2. الرائحة
الأصلي: رائحة فاكهية تشبه رائحة ورق الزيتون أو الزيتون المطحون.
المغشوش: رائحة ضعيفة أو “مغسولة”، وقد تشبه رائحة الزيوت النباتية الأخرى.
3. الطعم
الأصلي: يحمل نكهة طبيعية مع “مرارة خفيفة” و“حرقـة” بسيطة في الحلق، علامة الجودة.
المغشوش: مذاق بلا شخصية، بلا مرارة ولا حرقـة، أو طعم ثقيل يشبه زيت القلي.
4. القوام
الأصلي: لزاجته متوسطة وينزل على شكل خيط متواصل.
المغشوش: خفيف جدًا أو ثقيل بشكل يثير الشك.
5. اختبار الثلاجة
ليس دقيقًا بنسبة 100%، لكنه يعطي فكرة.
الأصلي: يتكثّف أو يعكر بعد 24 ساعة في الثلاجة.
المغشوش: يبقى سائلًا تمامًا.
6. الشراء من مصادر موثوقة
وينصح الخبراء بشدّة:
الشراء من المعاصر الموثوق بها.
التعامل المباشر مع المزارعين.
تجنّب الباعة الموسميين على الطرقات.
الرقابة في تونس تتحرّك.. ودعوات للإبلاغ
تكثّف وزارتي الفلاحة والتجارة حملات المراقبة لردع المتلاعبين بجودة زيت الزيتون، خاصة خلال أشهر الإنتاج. كما تدعو المصالح الرقابية التونسيين إلى الإبلاغ عن أي شبهة غشّ أو بيع مشبوه، خصوصًا في الأسواق الأسبوعية أو لدى باعة الطرقات.
وتؤكد السلطات أن كل كمية مشكوك فيها تُرسل إلى المخابر المختصة، وفي حال ثبوت الغشّ، يواجه المخالف عقوبات قد تصل إلى الحجز والملاحقات القانونية.
Tags
أخبار