عبد اللطيف العلوي للطفي العبدلي : إذا كنت تقبل أن تعيش في غابة..فتذكّر دائما بأنّك لن تكون الحيوان الأقوى.

تعليقات على فيديو الممثل لطفي العبدلي يوم أمس، و بكاءه على المباشر لمشاهدة فيديو لطفي العبدلي كاملا إضغط هنا ، كتب النائب السابق بالبرلمان المنحل عبد اللطيف العلوي التدوينة التالية :

ليس لديّ شكّ في أنّ عدالة السّماء سوف تتحقّق يوم القيامة، هذا أمر أنا مؤمن به ومرتاح إليه تماما، لكنّني أشعر بارتياح أكثر حين أراها تتحقّق فوق الأرض.


شاهدت الفيديو الأخير للطفي العبدلّي، ولن أكابر ولن أخفي أنّ عيني دمعت حين رأيته يبكي لفقده أولاده، لكنّني في نفس الوقت قفزت إلى ذهني خواطر كثيرة، أرجو أن يتطوّع أحدكم بإيصالها إليه، ولعلّها تكون درسا له ولغيره!


في مثل هذا الوقت من السّنة الفارطة، كان هناك نوّاب شعب مطاردون بتهم تصل عقوبتها إلى الإعدام! هل تعرف ما معنى الإعدام؟! تهم التّآمر على أمن الدّولة وحمل النّاس على التّقاتل بالسّلاح ووو... لمجرّد أنّهم وقفوا دفاعا عن حقوق مواطنة حصل معها أكثر ممّا حصل معك بكثير ومن نفس الجهات، هي أيضا حرمت من أبنائها الّذين سافروا قبل أسبوع وحرمت هي من الالتحاق بهم، ولا شكّ أنّها هي أيضا بكت عليهم بحرقة أمرّ من حرقتك! فأين كنت حينها؟! وهل وقفت مع الظّالم أم مع المظلوم؟!

 
محمّد العفّاس بقي عاما كاملا محروما من أبنائه، ولا شكّ أيضا أنّه بكى في سرّه ظلما وقهرا مع كلّ مناسبة كان يجب أن يكون فيها مع أبنائه ولم يكن! فهل شعرت به يوما؟!
سيف الدّين مخلوف ونضال سعودي حرما لشهور طويلة من حضن أبنائهما وهم في عمر الفراشات، فهل قلت فيهما كلمة حقّ، أم كنت عونا عليهما! 


أنا أيضا تركت بناتي يبكين بكاء يذبح القلب، حين جاؤوا مع الفجر وأخذوني إلى وجهة مجهولة ولا أحد وقتها كان يمكن أن يعرف إن كنت سأعود أم لا! فهل كان ذلك يعني لك شيئا! 
فوق ذلك كلّه، دعني أخبرك شيئا: 


في وقت مّا، عندما كانت لديّ ثلاث قضايا وكلّها تؤدّي إلى الإعدام، لم أفكّر لحظة واحدة إنّي "نڨطّع" كما "ڨطّعت" أنت، وأترك عائلتي وبناتي لمصيرهنّ، رغم أنّي لم تكن لديّ مثلك فرقة أمنيّة كاملة للحماية، أنا ورفاقي النّوّاب الشّرفاء، كانت الدّولة كلّها تطلب رؤوسنا، فهل يعني ذلك لك شيئا؟! 


لا يطلب الشّماتة إلاّ الصّغار، صغار النّفوس وصغار العقول، أمّا أنا فلست صغيرا، ولا يعنيني من الأمر كلّه سوى بعض الدّروس، لك ولغيرك، وأظنّ أنّها دروس، رغم قسوتها، في منتهى البلاغة والبساطة والوضوح: 


الفنّان الحقيقيّ هو من يبكي على أبناء الآخرين قبل أن يبكي على أبنائه. وإذا كنت تقبل أن تعيش في غابة، فتذكّر دائما بأنّك لن تكون الحيوان الأقوى في كلّ الأحوال!

إرسال تعليق

أحدث أقدم

إعلان