القاضي ‏وليد ‏الوقيني ‏: ‏تسريبات.‏. ‏إنقلاب.. ‏حرب ‏أهلية ‏و ‏إغتيالات ‏سياسية ‏و ‏إقحام ‏للجيش ‏الوطني ‏: ‏كيف ‏يمكن ‏إنقاذ ‏تونس؟ ‏(التفاصيل) ‏

القاضي و ليد الوقيني يكتب على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك : على هل من الممكن إنقاذ تونس ؟ 

منذ سنة و نصف  تقريبا  صار مصطلح  إنقاذ تونس عنوانا  لمختلف الأطراف السياسية الموجودة أو التي أعلنت عن نشئتها ، الأطراف التي في الحكم  أو الأطراف الموجودة في المعارضة ،  لكن رغم  وحدة  العنوان  نجد اختلافات  عميقة في القراءات و الغايات فتحول بذلك  حلم الإنقاذ  إلى كابوس  يحمل عديد المعاني الخطيرة التي تهدد مستقبل  الكيان  الوطني ،  إذ هناك  مجموعة من المصطلحات السياسية التي باتت  تسكن المعجم  السياسي خلال الفترة  الاخيرة  تولدت  أساسا  من معركة الإنقاذ نفسها  و أخطر هذه المصطلحات  ثلاثة :


 " الانقلاب  و الحرب الاهلية و  الاغتيال  السياسي "  و باتت  هذه المصطلحات  الخطيرة  تشكل أدوات  مهمة في جل الخطابات  السياسية لمختلف الاطراف ، قلت معاني هذه المصطلحات  خطيرة  لأنها  تدل  على أننا  اليوم  و منذ مدة في الحقيقة صرنا نقف  على حافة  الدم  و الفوضى و هذا نستنتجه  بقراءة مقارنة  في تاريخ  لبنان  و كوسوفو و ما حصل في جنوب السودان. 

 
لكن هذه الايام طفى أمر جديد على السطح  اكثر خطورة  تمثل  في الاقحام الغير  المباشر  للجيش الوطني  من خلال متقاعدين  من المؤسسة  العسكرية في قلب الصراع السياسي  الدائر  ،  مع العلم  أن هذه المؤسسة  تعد الضمانة  الوحيدة لوحدة الدولة  و ضمان  استمرارها  و ربما هذا الامر قد ظهر  أكثر  بعد زيارة  رئيس الجمهورية  قيس سعيد لجمهورية مصر العربية و استحضار دور الجيش  المصري  في انهاء  المعركة  مع حركة الاخوان  المسلمين هناك  و مباشرة  بعد هذه الزيارة  الكل التفت  إلى هذه المؤسسة  بتحليل  غريزي  و طفولي  لا يرتقي  إلى مستوى  تحليل  عقلاني  نابع  من فكرة الدولة  نفسها و قيمة و عزة  و أنفة  هذه المؤسسة  الوطنية  سليلة  حركة التحرر  الوطني  التونسي  على اعتبار  أن الدولة  هي مجموعة  من القيم  المشتركة  التي بقدر ما نحن نختلف  حولها بقدر ما نعمق  تفككها  و أزماتها. 


و ما عمّق الأزمة اكثر الوثيقة  المسربة المتحدثة  عن تفعيل الفصل 80 من الدستور  التي و ان كان تسريبها في صحيفة بريطانية  يدل على اختراق  خطير  في جسم الدولة  من قبل جهات  قد نعلمها  و قد لا نعلمها   و قد لن نعلمها  و قد نعلمها  يوما  ،  فإن المحتوى  بدوره  خطير  لانه يريد اقحام  أجهزة الدولة   في تصفية الصراع  السياسي  الدائر  مما يجعل الصراع  السياسي  قد وصل طريق اللاعودة  لكنه اليوم  بدأ يأخذ شكلا آخر أشد خطورة على مستقبل  البلاد. 

 كما يدل على امر  أخطر  و يتمثل  في كون  الدوائر  الدولية  صارت  تصفي  صراعاتها  بشكل مباشر  على ارض  تونس  و تترصد  حركة بعضها  البعض ، لكن السؤال  كيف يمكن  الآن  إنقاذ تونس  ؟ بل هل من الممكن  انقاذ  تونس  ؟  في ظل  هذه المعطيات  الجديدة التي دخلت  في زوايا  و تفاصيل  الصراع  الجديدة  فكل افكار  الانقاذ  قد فقدت  معناها  و جدواها و اني لأشفق  فعلا  على من مازال  يحمله  حلم التغيير  على يد هذا الطرف أو ذاك   .... 
#وليد_الوقيني

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال