النهاية التي أبكت وجيهة الجندوبي..هذا ما حدث لها في مهرجان البحر الأبيض المتوسط.

النهاية التي أبكت وجيهة الجندوبي: وداع "بيڨ بوسة" في مهرجان البحر الأبيض المتوسط

بالدموع ختمت وجيهة الجندوبي رحلةً عمرها مع مسرحية "بيڨ بوسة". ليلة أمس، على ركح مهرجان البحر الأبيض المتوسط بالكرم، أعلنت أمام جمهور غفير أن العرض الذي شاهدوه هو الأخير، لتغلق بذلك صفحة من أجمل ما قدّمت على خشبة المسرح.

لم يكن أحد يتوقّع أن تتحوّل سهرة النقد والمتابعة إلى ليلة وداع. وجيهة أطلقت العنان لارتجالها، أضحكت الناس حتى هستيريا، أبهرت الحضور وكأنها تريد أن تقول: "هذا كل ما أستطيع أن أقدّمه قبل أن أترككم مع هذه المسرحية". لكن ما لم يكن في علم الجمهور أن وراء الضحك كانت تختبئ دموع النهاية.

الجمهور الذي حضر من كل مكان، لم يرضَ بالوداع. الأصوات تعالت: "لا... نريد أن نراها مجددًا، نريد أن تتواصل ولو تكررت ألف مرة". فالمسرحية التي عاشت معهم سنوات، اكتسبت في هذه الليلة روحًا أخرى، طاقة أخرى، جعلت الكثيرين يشعرون وكأنهم يشاهدون العرض لأول مرة.

وعندما أسدل الستار، نزلت وجيهة من الركح وهي تبكي بحرقة. بكت وكأنها تفارق حبيبًا غاليًا. الصحفيون والمصورون حاولوا انتزاع تصريح منها، لكن الفنانة التي لم تعتد أن ترد أي صحفي اعتذرت برجاء: "سامحوني... ما نجمش"، فيما كانت الدموع تلمع في عينيها. ورغم التعب لم ترفض صورة واحدة مع جمهورها، حملت ابتسامتها وسط بكائها، لترسخ مشهدًا إنسانيًا سيبقى في ذاكرة الحاضرين.

نحن، الذين جئنا بعين ناقدة نبحث عن ثغرة، وجدنا أنفسنا نصفّق بحرارة ونقول: "أحسنتِ يا وجيهة". جئنا ننقدك... فغلبتنا. جئنا نبحث عن كلمة نقيّد بها العرض... فوجدنا أنفسنا نكتب كلمة شكر واعتراف.

لقد تركتِ بصمة لا تُمحى في "بيڨ بوسة"، بصمة لن تستطيع أي فنانة أن تكرّرها. لكننا نعلم أن هذا الوداع ليس نهاية، بل بداية جديدة لعملاقة مثلك. نحن في انتظارك، في أعمال أقوى، في مسرح، في تلفزة، في سينما.

وجيهة الجندوبي... اليوم لم تكوني ممثلة فقط، كنتِ إنسانة تضحك الناس وهي تبكي. كنتِ قامةً عالية جعلت الجميع، حتى النقاد، يصفّقون احترامًا.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال