وأكدت الجامعة في بلاغها أنّ هذا الحادث الأليم لا يمثّل فاجعة لعائلة الضحية فحسب، بل يُعدّ حلقة جديدة في سلسلة الاعتداءات المتكررة التي تستهدف العاملين في قطاع النقل العمومي خلال السنوات الأخيرة، وسط ما وصفته بـ"صمت غير مفهوم" من قبل السلطات وضعف الإجراءات الوقائية.
انتقادات حادّة وتحمّل للمسؤوليات
وأشارت الجامعة إلى أنّ العاملين في القطاع يُواجهون مخاطر يومية تهدّد سلامتهم الجسدية، معتبرة أنّ الدولة والجهات المعنية تتحمّل كامل المسؤولية في ضمان أمن الأعوان وحماية حياتهم أثناء العمل.
ودعت المنظمة النقابية إلى فتح تحقيق جدّي يكشف الحقيقة ويوضّح ملابسات الاعتداء، مع اتّخاذ قرارات صارمة للحد من هذه الظاهرة التي أصبحت ـ حسب قولها ـ تضرب كرامة العامل وحقّه في العمل الآمن.
تدوينة مؤثرة من كاتب عام الجامعة
من جانبه، نشر كاتب عام الجامعة العامة للنقل، وجيه الزيدي، تدوينة على حسابه بموقع فايسبوك عبّر فيها عن عميق الحزن قائلًا:
"بقلوب يملؤها الحزن والأسى، وبإيمان بقضاء الله وقدره، ننعى زميلنا الغالي وليد الخصوخصي، ابن قطاع النقل وابن شركة نقل تونس، الذي رحل عن عالمنا بعد أن صارع الموت بشجاعة في المستشفى إثر طعنة غادرة على مستوى الرقبة."
تزايد الاعتداءات على الأعوان
وتأتي هذه الحادثة في سياق تصاعد الاعتداءات على سائقي الحافلات والترامواي وأعوان المراقبة، ممّا دفع النقابات إلى دقّ ناقوس الخطر مرارًا مطالبةً بتوفير:
•تعزيز التواجد الأمني بمحطات النقل
•وضع كاميرات مراقبة داخل الحافلات
•تجريم الاعتداء على الأعوان بعقوبات رادعة
•حملات توعية للمسافرين
◼ الشارع يستنكر ويدعو للإصلاح
وقد أثارت الحادثة موجة غضب واسعة لدى مستعملي وسائل النقل العمومي وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين دعوا بدورهم إلى تحسين ظروف العمل والتسريع بإصلاح المنظومة لحماية الأرواح.
◼ مطالب متجدّدة بحلول عاجلة
وترى الجامعة العامة للنقل أنّ معالجة هذه الأزمة تتطلّب:
•تدخلًا تشريعيًا عاجلًا
•تجهيزًا تقنيًا للوسائل
•تدريبًا للأعوان على التعامل مع الاعتداءات
•تنسيقًا مستمرًا مع وزارة الداخلية
ختام
يرحل اليوم السائق وليد الخصوخصي، تاركًا جرحًا عميقًا لدى زملائه وعائلته، ليعود النقاش مجددًا حول حق العامل في بيئة عمل آمنة، وحول مسؤولية الدولة في حماية موظّفي القطاع العام من الخطر المتزايد.
رحم الله الفقيد، وأسكنه فراديس جنانه، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
Tags
أخبار